نخلة .... فوق فى العلالى

الخميس، فبراير ٢٤، ٢٠٠٥

زحمة يا دنيا زحمة

زحمة و تاهوا الحبايب، زحمة و لاعدش رحمة، مولد و صاحبه غايب
آجى من هنا زحمة، هنا و هنا زحمة...

هذه الكلمات البسيطة للمطرب الشعبى عدوية تعبر بشدة عن المأساة التى نعيشها، و الانفجار و الزحمة اللى وصلت له القاهرة، واللى تاهت فيه حاجات كتيرة حلوة و جميلة.
انا عن نفسى بأكره الزحمة بشدة، و أشعر باختناق شديد و وجع فى العين من كثرة المبانى وعدم تناسقها فى ارتفاعها و ألوانها و أشكالها، زحام العربات و دوشتها و عوادمها و سلوك سائقيها،زحام البشر وعدم صبرهم و عدوانيتهم و أخلاق الزحام التى تراها فى وجوههم، فما حدش طايق نفسه ولا طايق اللى حواليه.
هناك فرق كبير بين سلوك الناس فى مدينة مزدحمة مثل القاهرة و بين سلوك سكان مدينة أقل ازدحاماً و أكثر نظاماً مثل الاسكندرية ،فهناك ما زالت الابتسامة و البشاشة على وجوه الناس، الود و ابداء المساعدة.

هطلت الأمطار بالأمس، و بطبيعة الحال توقفت الطرق، وأُصيب سائقى السيارات بحالة من الهلع، الكل يريد أن يسبق نفسه، يخش فى عكس الاتجاه و ماله و ورا شجيع السيما عربات أخرى، و اللى يكسر على اللى جنبه، و الطريق يتوقف أكثر و أكثر، حاجة مزعجة جداً.
النهارده الصبح برضه السكة كانت زحمة، رغم ان عملى فى القاهرة الجديدة، ولكن مفيش فايدة، حاجة تخنق.

أنا فعلاً بأكره الزحمة، و ياه بقى لو اضطريت انى أنزل منطقة مزدحمة فى يوم صيفى حار رطب لزج، ده يبقى العذاب بعينه.

عودة للقاهرة الجديدة حيث أعمل: المبانى السكنية تفتقد أيضاً الشكل الجمالى و التنسيق، كتلة أسمنتية مرتفعة متمثلة فى مبانى سكنية مزنقة فى بعضها، تتبعها كتلة أخرى بشكل آخر، و هكذا و هكذا... بعد بضعة سنين ستصبح القاهرة الجديدة نموذجً آخر من القاهرة القديمة بمشاكلها و زحامها، للأسف لا يوجد تخطيط.
حدثنى الآن أحد زملاء العمل عن دبى و التخطيط العمرانى الواسع و المتكامل التى تشهده، و تحسرنا سوياً على ما آلت اليه القاهرة، حتى فى مشاريعها الجديدة العمرانية، و فعلاً الفارق بين هنا و هناك أن هناك يريدون اقامة صورة معينة لمدينة بأكملها، أما هنا فصاحب هذه الأرض يريد أكبر عائد مادى منها، و لا يفكر و هو يبنى فى الشكل الجمالى، وليس هناك من يحاسب و يوقف هذه التعديات.

كثيراً ما أفكر ما حل مشكلة القاهرة، الحلول التى تقدمها الحكومة: كوبرى جديد، نفق جديد... ما هى الا حلول مؤقتة،
و لا أتصور غير حلاً واحداً: هدم و نسف كثير من المبانى و المنازل، بل أحياءاً كاملة، و اعادة التخطيط من أول و جديد، و قد تكون خطوة صائبة: نقل الحكومة بمبانيها و موظفيها خارج القاهرة. و ذلك من خلال خطة طويلة المدى، تأخذ الأولوية، و ده ممكن يكون فعلاً مشروع عملاق يعيد للقاهرة بعض من رونقها المفقود.

10 Comments:

إرسال تعليق

<< Home