عُمر خيرت و ساقية الصاوى

بعد لقاء مع الأصدقاء بالأمس، قررت أن آخذ تمشية طويلة من آخر جزيرة الزمالك الى أولها عند دار الأوبرا المصرية. سرت بجوار النيل فى جو أشبه بليلة صيفية ذات هواء عليل ، و عند مرورى أسفل كوبرى الخامس عشر من مايو (ماذا حدث فى هذ اليوم؟)، تسللت الى آذانى موسيقى عُمر خيرت، نظرت الى أسفل وجدت قاعة جديدة لساقية الصاوى على النيل مباشرة، كان أحد الأصدقاء أخبرنى عنها منذ يومين، وصدفةً كان يعزف عُمر خيرت هذه الليلة، سعدت جداً حيث أنى من أشد المعجبين به و لم أستمع اليه منذ فترة. توقفت لكى آخذ استراحة و استمع للموسيقى الجميلة على ضفاف النيل.

ء
عُمر خيرت موسيقار و عازف بيانو ذو حسٍ رقيق، و قد استخدمت كثير من أعماله كموسيقى تصويرية للأفلام و المسلسلات المصرية، فعلى سبيل المثال قضية عم أحمد، اعدام ميت، ليلة القبض على فاطمة، خلى بالك من عقلك لعادل امام – موسيقى هذا الفيلم فعلاً جميلة -، عفواً أيها القانون، و من المسلسلات المعروفة ضمير أبلة حكمت، البخيل و أنا، اللقاء الثانى..
ء

فى طريقى للخروج قابلت السيد محمد عبد المنعم الصاوى المسئول عن ساقية الصاوى، و هنأته على مجهوده المستمر و على افتتاح القاعة الجديد، فقد حول بقعة قبيحة لا يكترث بها أحد فى القاهرة (أسفل كوبرى 15 مايو) الى مركز ثقافى متميز و به أكثر من قاعة و يقام به كثير من العروض الثقافية و الموسيقية و المعارض و الندوات التى يمضى فيها كثير من الشباب المصرى وقته بشكل مفيد. و قد اختار اسم ساقية الصاوى احياءاً لذكرى والده الكاتب عبد المنعم الصاوى، وتم افتتاح المكان منذ سنتين. أتمنى أن يكون هذا المكان نموذج يحتذى به آخرون فى خلق أماكن مفيدة و جميلة فى مخابىء و زخانيق القاهرة المزدحمة. فما زال الأمل موجود.

ء

كملت التمشية الى دار الأوبرا أملاً أن ألحق برؤية معرض فى قصر الفنون، ولكن لم ألحق به، ولكنى سعدت بهذه التمشية الطويلة التى كنت أقوم بها زمان حين كنت أعمل بالزمالك.